القرآن حياة ....

لأنه يعلمنا كيف نحيا الحياة العاجلة والآجلة

ومعه اليوم سنقف في رحاب الآداب الذوقية

التي تعد لغةً عالمية

لا يقاومها آدمي

فعندما يقول لنا القرآن

بألّا تصعر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحا

واقصد في مشيك، واغضض من صوتك.

إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ..

تراه ماذا يقصد؟

يقصد بذلك أن

يكون الإنسان متواضعاً لين الجانب لمن حوله

وما أجملها من أخلاق

لو عقلناها وعشنا في رحابها في هذا الشهر وفي كل يوم!!

ضعها في أذنك كحلقةٍ متينة

"إن الله لا يحب كل مختال فخور"

لا يحب من يلوي عنقه متكبراً متعالياً على من حوله مهما كان شأنه

لا يحب من يمشي في تخايل ونفخةٍ ومرح وقلة مبالاة بالناس.

يحب منا أن نقتصد وألّا نسرف في مشينا

وهو ما يعني ألّا نضيع الطاقة في التبختر والتثني والاختيال.

لأن المشية القاصدة إلى هدف، لا تتلكأ ولا تتخايل ولا تتبختر

إنما تمضي لقصدها في بساطة وانطلاق.

أما لو تحدثنا عن الغض من الصوت

فهنا الأدب والثقة بالنفس والاطمئنان والقوة بصدق الحديث

حيث لا يغلظ في الخطاب إلا سيء الأدب، أو شاك في قيمة قوله، أو قيمة شخصه

لأنه يحاول إخفاء هذا الشك بالحدة والغلظة والزعاق!

إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

مشهد مضحك يدعو إلى الهزء والسخرية، مع النفور والبشاعة.

ولا يكاد ذو حس يتصور هذا المشهد المضحك من وراء التعبير المبدع.

ثم يحاول.. شيئا من صوت هذه الحمير!