2
سنقلب اليوم صفحات مضيئة من تاريخ أمتنا الإسلامية الحافل بالانتصارات
ونعود بالتاريخِ لأكثر من ألف عام لنتذكر انتصارا ًعظيماً
كان البوابة لفتح بيت المقدس وتحريره من الصليبين الذين احتلوه...
إنها معركة حطين بقيادة القائد البطل صلاح الدين الأيوبي ...
وما أحوجنا في مثل هذه الأيام لإحياء هذه الذكرى و هذا النصر
فالقدس اليوم في محنةٍ شبيهة بما كانت عليه قبل يوم حطين
و لأن استقراء التاريخ أمر ضروري لتعرف الأمة كيف انتصر السلف؛ ليسير على ذات الطريق الخلف
.
.
.
وقعت معركة حطين بعد 583 عام من هجرة النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم
في اليوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الثاني
والتي أسفرت عن سقوط مملكة القدس الصليبية وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون .
.
.
لم يكن هدف صلاح الدين -رحمه الله- إعلاء صيته، أو تصيد الثناء من الناس
وإنما كان الهدف هو إعلاء كلمة الله. فسلك في سبيل ذلك مسالك عدة
وأخذ بالأسباب المحققة لهذا الأمر فعمل على توحيد البلاد والقلوب
ومن ثم اتجه إلى نشر العلم في الأمصار
فالمدارس الأيوبية ما زالت شاهدةً على هذا التوجه الحكيم في القاهرة ودمشق وبغداد وغيرها من البلاد الإسلامية
.
.
هذا التوجه العملي التربوي السليم آتى ثماره يانعةً
بتخريج العديد من العلماء والخبراء مما زاد في قدرات جيش المسلمين
وأعطاهم أفضلية كبيرة كونهم أول من اخترع المجنيق والأبراج ليدكوا حصون الفرنجة والصليبين
.
.
ولكن لماذا الحديث عن حطين و صلاح الدين؟
أهو تغنٍّ بالماضي أم بكاء على الأطلال ؟ أم أنه تحسر على الواقع المرير؟
لا بل هو دافع وحافز للمسلمين لأننا اليوم بحاجة لأن يعيد التاريخ نفسه من جديد
وأن نحيي أسباب النصر بأيدينا ونعيد بيت المقدس للمسلمين