المشاركة الأصلية كتبت بواسطة badmonster
اسف جدا على التأخير .. ولكنني انشغلت فعلا ..
سيتم اضافة جميع الحلقات على روابط في الصفحة الاولى لاحقا ..
الحلقة الرابعة
تاجرة الدروع
بعد أن سار ساري مبتعدا عن منزله .. راكبا على ادهمه تورنادو .. وتغلفهما دعوات الوالدين .. ونظرات قاسم الواثقة ..
يشعر ان اخاه الاصغر سيصبح (شيئا ما) بينما هو يبقى في هذا الوكر الذي يطلقون عليه : منزل .
رغم هذا لم يشعر بأدنى ذرة غيرة .. بل هو فخور ..
تقدم تورنادو قليلا بعد ان اجتاز تاجرة الدروع .. ثم جذبه ساري بحركة خفيفة من يده .. فتوقف .. هبط ساري على الارض .. وتقدم نحو تاجرة الدروع العجوز القزمة ... لطالما ازعجها بالجري جيئة وذهابا .. وبعثر قطع الدروع والتروس المفككة .. وسط نظراتها الغاضبة .. ولكنه الان يحترمها جدا .. وقرر ان يتوقف للوداع ...
نظرت له التاجرة بعينين اتلفهما الزمان .. ثم قالت : لقد سرقوني .. كانوا يريدون فعلها منذ فترة .. وقد نجحوا ..
رد ساري بشفقة : من هم ؟؟
لم تجب .. صمتت ونظرت في عينيه فترة ... ثم قالت : لاشيء .. حسبتك جامع الضرائب ... انه متحمس وجشع كما تعلم .. لحظة .. انت .. انت .. وضيقت عينيها في محاولة لتوضيح رؤيتها .. وقالت : انت ايها الشقي .. وضحكت ضحكة طويلة .. ثم اردفت : اخبروني عن نبأ مغادرتك .. لكني لم ادر انه اليوم ..
صمتت برهة .. ثم قالت : قالوا لي انك جلمود .. لتعلم انك نادر يابني .. كنت احس انك نادر منذ البداية .. مع انك لم تكن مختلفا عن بقية الاطفال .. تبعثر اشيائي .. وتهرب .. لكنك اليوم شاب واعد .. احذر من المستقبل يابني .. فهو قد لا يكون مسالما كما اعتدت ...
اثر ساري الصمت والاستماع الى هذه المرأة العجوز .. فما تقوله درر ..
هنا .. التفتت الى الوراء وألقت نظرة .. ثم نهضت ببطء كديناصور نائم .. واتجهت بخطوات بطيئة الى ركن المحل .. وفتحت دولابا صغيرا قديما .. ومدت يدها تبحث عن شيء ما .. ثم عادت .. عادت حاملة ملابس .. ملابس برتقالية اللون لم ير ساري مثلها من قبل .. مدتها له العجوز .. قائلة : عباءة القلب والجسد .. درع ممتاز للجلاميد .. يضمن دفاعا عضليا وسحريا .. ويقوي هجومك السحري نوعا ما ..
قاطعها ساري قائلا : لـ.. لكن .. لكني لاأملك مالا !!
قالت له بهدوء : خذها .. خذها وانت صامت .. انت تستحق تشجيعا يا ساري .. تستحق شيئا يجعلك تعود لنا مغوارا لا يشق له غبار ..
نظر لها في امتنان .. حمل درعه الجديد .. وهب واقفا .. يملؤه الحماس .. شكرها . وودعها .. والتفت نحو بوابة جندار .. التي يقف عندها حارسان حفظا وجهه جيدا .. لطالما حملاه من قفاه الى بيته ورموه بين يدي والده .. كان يحاول الخروج .. ورؤية الحقول .. ولكنه ردع مئات المرات .. الان يمر على جواده تورنادو
فيفسحان له مجالا .. وعلى وجهيهما ابتسامة تقول : فلترافقك السلامة .. حياهما برأسه في أدب .. ونظر الى خريطته .. الخريطة التي رسم عليها عشر نقاط .. هم تمثيل للمدربين العشر الذين يجب على ساري المرور بهم .. بحث بنظراته سريعا عن أول مدرب .. ثم وجده .. في منجم اوجلا الاول .. المكان ليس بعيدا جدا .. لكنه سيصل عند حلول المساء .. تقدم بثقة على ظهر جواده مبتعدا عن مدينته .. مسقط رأسه ..
فجأة اجفل تورنادو .. فنظر ساري امامه .. رأى شخصا لف حوله الكثير من الاقمشة .. ملثم .. ويحمل خنجرا .. لطالما سمع هذا الوصف من ابيه وأخيه الاكبر .. لايوجد أشخاص كثر يحملون هذه الاوصاف .. يعرف الان انه امام قاطع طريق .. ومهمة ساري تحتمل خيارين .. اما الافلات .. او المواجهة .. وكلاهما صعب .. صعب امام هذا الخصم .. وقف ساري فترة طويلة . وشعره يتطاير جراء الريح .. ثم اتخذ قراره .. أخرج فأسه .. وانطلق الخصمان نحو بعضهما .. فتى في الخامسة عشرة من عمره ومعه ادهم .. مقابل قاطع طريق ضخم يبدو انه محترف في مهنته ..
وانغرس النصل في الظهر ..
يتبع في الحلقة القادمة ..
رد مع اقتباس
